صدر حديثا عن دار الرياحين للنشر والتوزيع بالأردن/لبنان كتاب نقد المذهب الأشعري في الفكر السلفي المعاصر في مجلد من 574 صفحة للدكتور الحسين بودميع الباحث والكاتب المغربي المتخصص في العقيدة والفكر الإسلامي أول يناير عام 2024 م.
وكتاب (نقد المذهب الأشعري في الفكر "السلفي" المعاصر) محاولة موضوعية للجواب عن أسئلة تُثار بإلحاح وسط طلبة العلم وعموم المتدينين حول الموقف المتشنج - بل والمعادي - الذي يقفه أتباع حركة محمد بن عبد الوهاب الدعوية المعروفون اليوم باسم "السلفيين" من المذهب الأشعري وعلمائه؛ ما منشأ هذا الموقف؟ وما المآخذ التي يؤاخذونها على المذهب؟ وفيم "انحرف" علماؤه عن "منهج الحق" في العقيدة في تقديرهم؟ وفيم أنصف "السلفيون" ـ إن أنصفوا ـ وفيم أجحفوا في نقدهم للأشاعرة؟
هذه الأسئلة تفرض نفسها فرضا على الانشغالات الفكرية للشباب المتدين، وتستفزه فضوله للتطلع المستمر لمن يبسط أجوبتها بمنهج علمي مستقل؛ متحرر من وطأة العصبية المذهبية، خارج عن ربقة التقليد، متشح قدر الإمكان بوشاح الإنصاف.
فأنجِز هذا العمل لرصد المآخذ التي يؤاخذها من يعرفون باسم "السلفيين" على المذهب الأ شعري وأعلامه في الدراسات الأكاديمية من رسائل الدكتوراه والماجستير وغيرها التي أنجزوها لهذا الغرض مع محاولة إبراز مواطن التسامح والإنصاف ومواطن التحامل والإجحاف في نقدهم لمسائل ودلائل وأعلام هذا المذهب.
والهدف الداعي إلى إنجازه أساسا هو تبرئة ساحة نَقَلة الدين والعلم من علماء أهل السنة المتمذهبين بمذهب الأشاعرة؛ كالباقلاني والبيهقي والنووي والعز بن عبد السلام وابن الصلاح والعراقي والقرافي والشاطبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم من وصمة الابتداع ومن التهم التي ألحقت بهم في عقائدهم بدافع التعصب والهوى المذهبي .
ولما كان إدراك مآخذ هؤلاء الناقدين على المذهب الأشعري والحكم عليها متوقفا على الإلمام بمسائل ودلائل المذهب؛ لزم أن تقدِّم الدراسة بين يدي تلك المآخذ ونقدها عرضا وبيانا مختصرا عن معتقد الأشاعرة يبصّر القارئ بأصولهم وآرائهم في أبواب الاعتقاد، حتى يكون على بينة من حقيقة مذهبهم قبل عرض مآخذ خصومهم عليه؛ فرتبت الدراسة على بابين؛ الأول: في التعريف بالمذهب الأشعري: أصوله ومسائله العقدية، والثاني: في عرض ونقد مآخذ "السلفيين" عليه، وقد اقتضت طبيعة هذه المآخذ أن يرتب هذا الباب على فصلين: الأول لعرض ونقد مآخذ "السلفيين" على الأشعريين في دلائل العقيدة النقلية والعقلية، والثاني لعرض ونقد مآخذهم على المذهب في مسائل العقيدة، ومعظمها في باب الإلهيات.
ثم ذُيِّلَت الدراسةُ بخاتمة؛ تضم مجمل ما كشف عنه البحث من النتائج والخلاصات.
والكتاب دراسة نقدية موضوعية، بعيدة عن أسلوب التجريح، تقوم على منهجي التتبع والاستقراء، والمقارنة والتحليل، وتعتمد أسلوب الاقتباس والدمج، وتعنى بتوثيق الآراء والأقوال، وتحلية الأحكام بالتعليل والاستدلال.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا تراه مشجعا أو مفيدا