ظاهرة الغش في الامتحانات (cheating in the exam)
الأسباب – الحكم – الآثار
بقلم د. الحسين بودميع
بسم الله الرحمن الرحيم، عليه نتوكل وبه نستعين، والصلاة والسلام على إمام الأمة وقدوتها، سيدنا محمد النبي الأمين الآمر بالصدق والأمانة، الناهي عن الغش والخيانة، وعلى آله وصحبه، وإخوانه وحزبه.
وبعد
فإن الغش في الامتحانات ظاهرة خطيرة، تسهم بقوة في رداءة مخرجات التعليم، وتلقي بظلالها على جودة الموارد البشرية في كل الوظائف، وتنذر بتقويض المنظومة التعليمية في عامة البلدان؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن اعتماد الطلاب الغش وسليلة للنجاح كاد أن يصير هو القاعدة، وعدمه هو الاستثناء.
فما أسباب تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة؟
وهل ممارسة الغش في الامتحان أمر طبيعي لا شيء فيه، أم معصية داخلة في عموم الغش المحرم شرعا؟
وما هي العواقب التي ينذر بها فشو هذه الظاهرة على مستقبل الأفراد الدراسي والوظيفي، وعلى مستقبل الأوطان الاقتصادي والحضاري؟
أولا: في المفهوم
الغين والشين المشددة في العربية أصل واحد يرجع إلى معنى: الستر والتغطية والإخفاء، ومنه: الغشاء، والغشاوة؛ للغطاء الساتر، والغشش للمنهل العكر، الذي يخفى ما بداخل مياهه.
ومنه الغش في البيع، وأظهر صوره: إخفاء عيب السلعة عن المشتري.
يذكر صاحب اللسان أن «الغِشّ نقيض النُّصْح...، وهو مأْخوذ من الغَشَش [وهو:] المَشْرَب الكدِر.
أَنشد ابن الأَعرابي: ومَنْهَل تَرْوَى به غير غَشَشْ؛ أَي غير كدِر»([1]).
وللدارسين التربويين محاولات في تعريف الغش في الاختبارات؛ منها: تعريفه بأنه: «استقبال أو تسريب معلومات بصورة لا قانونية لاستعمالها في الإجابة عن أسئلة الامتحان»([2]).
وهو تعريف يروم إدخال فعل آخر في المفهوم غير فعل الطالب الغاش؛ وهو فعل من يسرب المعلومات المطلوبة للطالب من داخل أو خارج قاعة الامتحان.
وتتجه كثير من الدراسات التربوية إلى تحديد مفهوم الغش في الاختبارات بما يدخل في المفهوم فعلَ الغاش، وفعلَ من ييسر له ممارسة الغش، وفعلَ من يتغاضى عنه؛ مما يقتضي أن يقال في تعريفه: «نقل الأجوبة الجاهزة في الامتحان، أو تيسير ذلك، أو تجاهله».
فـ (نقل الأجوبة الجاهزة) من فعل الطالب الممتحن، و(تيسير ذلك له) من فعل من يساعده على الغش؛ سواء كان طالبا آخر في حجرة الامتحان، أو من فعل المدرس المراقب، أو طرف خارجي يرسل الإجابات للطالب عبر الوسائط الرقمية الحديثة أو غيرها، و(تجاهل الغش) من فعل الملاحظ المباشر، أو من فعل لجن المراقبة أو غيرهم...
ثانيا: في الأسباب
لظهور وفشو مشكلة الغش في الاختبارات أسباب بعضها موضوعي؛ يرتبط بتهيؤ المجتمع لظهور مثل هذا المرض فيه، وبعضها ذاتي، يتصل بذات الطالب الممتحن، وتكوينه المعرفي والنفسي والخلقي:
1- الأسباب الموضوعية:
ـ أول وأعمق الأسباب في انطباع الغش في سلوك التلميذ القدوة السيئة داخل البيت؛ فإن من يشاهد الغش والخداع بشكل يومي في سلوك أبويه، وطريقتهما في تدبير علاقاتهما لا يكاد يسلم من التخلق به.
ـ فشو ثقافة الاستهلاك وإيثار الطريق الأسهل لتحصيل المرغوب، وكراهة أي عمل أو إنتاج يستدعي التعب والجهد. مما يجعل الرغبة في تحقيق النجاح دون بذل أي جهد أو تضحية في سبيله خلقا نفسيا عاما.
ـ التطبيع المجتمعي مع القيم السلبية من كذب وغش وخداع، وعد ذلك أمرا طبيعيا، بل علامة على ذكاء ودهاء المتخلق به.
2- الأسباب الذاتية:
ـ الخوف من الفصل عن الدراسة عند استيفاء العدد المسموح به من سنوات التكرار.
ـ ضعف التحصيل، والعجز عن مسايرة الدراسة.
ـ الخوف من اللوم الأسري والاجتماعي على الرسوب أو على تحصيل معدل أقل من المرغوب.
ـ قلة الوازع الديني والاستهتار بالقيم والفضائل.
ثالثا: في الحكم
هل الغش في الاختبارات ممارسة حق من الحقوق وباب من أبواب التعاون على الخير، أم هو سلوك مذموم أخلاقيا وفعل محرم شرعا؟
هذا السؤال يفترض - في سبيل البحث عن حكم الغش في الامتحان- وجود فرضيتين:
¯ الأولى: أن سلوك التلميذ طريقَ الغش لتحقيق النجاح ممارسة طبيعية، يوجد من المبررات ما يجعلها فعلا عاديا لا شيء فيه، ومساعدته على ذلك فعل من أفعال البر، وسلوك ينم عن نفس مفعمة بالحب والرحمة وحب الخير للناس.
¯ الثانية: أن فعل الغش ممارسة سلبية مذمومة، قد حالف المشرعَ الصوابُ إذ جرّمه قانونا([3])، ولا يمكن عده إلا من الغش المحرم شرعا، وهو ممارسة تنم عن خبث النفس ودناءتها لدى الغاش، وضعف الشخصية وميوعة النفس والاستهتار بالواجب وانعدام الإحساس بالمسؤولية لدى من يساعده ويتغاضى عنه.
مسوغات الفرضية الأولى
وفي سبيل تثبيت الفرضية الأولى، تهربا من تأنيب الضمير ولوم الناس ومن الإجراءات القانونية يحاول من يمارس الغش أو يعين عليه أن يحتمي بالمسوغات الآتية:
ـ قوة الضغوط الاجتماعية وكثرة الإكراهات والأسباب الموضوعية الملجئة إلى سلوك مسلك الغش لضمان النجاح سبب مسوغ للغش في الاختبارات.
ـ الغش ممارسة اجتماعية عامة؛ يمارسه المدرس والمدير والعامل والتاجر والسياسي، فكيف يمنع منه ويحاسب عليه الطالب وحده؟
ـ القانون غير مطبق على الجميع، فلماذا الحرص على تطبيقه على الطلاب دون من سواهم؟
ـ هذه الممارسة ليست غشا؛ بل هي أمر طبيعي لا شيء فيه، وتيسيرها من باب المساعدة والتعاون على الخير، والتغاضي عنها تفهم ومرونة محمودة.
مستندات الفرضية الثانية
في سبيل إزالة اللَّبس عن سلبية الغش قيميا، وصوابية تجريمه قانونا، وحقيقة حرمته شرعا ودينا، وخطورته على مستقبل الأمة تنمويا وحضاريا؛ يمكن أن نسوق الأدلة التالية:
الأول: ما رود من النصوص في النهي عن مطلق الغش.
ومن ذلك: ما أخرجه الإمام مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبى هريرة. أن رسول الله r مر على صُبْرَة([4]) طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعُه بللا؛ فقال: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ»!؟ قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي».
فالاسم الموصول، وهو (مَنْ) في قوله r: «مَنْ غش» من ألفاظ العموم، والغش في الحديث لفظ مطلق يشمل كل فعل يتضمن إخفاء الحقيقة، والعبرة - كما يقول الأصوليون – بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ووقع عند ابن حبان في صحيحه بسند حسن: عن عبد الله بن مسعود بلفظ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ»؛ «أي صاحبهما يستحق دخولها»([5]) ، ومن المعلوم أن من علامات كون الذنب من الكبائر ترتب الوعيد في الآخرة على إتيانه.
وفي كتاب النكاح من صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر أن امرأة قالت يا رسول الله إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني، فقال رسول الله r: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ».
والغاش في الامتحان متشبع بما لم يعط من الفهم والاجتهاد والتحصيل.
الثاني: اتفاق كلمة من سئل عن الظاهرة من المفتين المعاصرين على الإفتاء بتحريمها، وضررها.
ومن الفتاوى المعاصرة في هذا الشأن:
u فتوى الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر سابقا:
«السؤال: ما حكم الدين فى محاولات الطلاب للغش أثناء الامتحانات، وهل يجوز للملاحظين أن يساعدوهم نظرا لصعوبة الامتحان؟
الجواب: من المقرر أن الغش فى أي شيء حرام، والحديث واضح فى ذلك: «من غشنا فليس منا»، وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له فى الإثم، ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوى بينهما فى المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهذه التسوية..، والذي تولى عملا يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك»([6]).
v فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز:
«السؤال: نرجو من سماحتكم -سلمكم الله تعالى- بيان حكم الغش في الاختبارات بالنسبة للطلاب الذين يغشون، وبالنسبة للمدرسين الذين يتساهلون أو يساعدون أو يتغاضون عمن يفعل ذلك...،
وما قولكم فيمن يقول: إن الغش حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعية، ويكون مباحا إذا كان في غيرها كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها...؟
الجواب: الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله r: «من غشنا فليس منا». وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات، وفي النصيحة والمشورة، وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور»([7]).
w فتوى محمد بن صالح العثيمين:
«السؤال: ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في الغش في الامتحان بين الطلاب؟ وهل الغش في المادة الإنجليزية حرام...؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين...، الغش حرام بل من كبائر الذنوب لقول النبي r: (من غش فليس منا)؛ وهذه الجملة عامة تشمل كل ما صدق عليه غش في أي نوعٍ من أنواع المعاملة أو العمل، والغش في الامتحان داخلٌ في هذا العموم؛ فلا يجوز للطالب أن يقوم بالغش في الامتحان لا مع نفسه ولا مع غيره؛ فلا يجوز له أن يطلب من يساعده على الحل، ولا أن يعين غيره في الحل، ولا فرق بين المواد في الامتحان؛ فكما أن الغش في القرآن وتفسيره والحديث وشروحه والفقه وأصوله والنحو وفروعه محرم؛ فكذلك الغش في مادة الإنجليزي والعلوم وغيرها؛ لأن الكل سواء فيما يتعلق بالرُّتَب والمراتب بعد التخرج»([8]).
الثالث: قاعدة: كل ما كان ذريعة إلى محرم فهو محرم.
فمن المقرر في قواعد الشرع أن كل «ما أدى إلى الحرام فهو حرام»([9])، والغش في الامتحان يفضي ضرورة إلى كثير من المفاسد التي لا يجادل أحد في حرمتها، كالكذب الذي يضطر إليه الغاش للتملص من التهمة وآثارها إن كشفه المراقب، والتعود على ممارسة الخداع في الحياة الخاصة والعامة، وتولي المناصب دون جدارة واستحقاق، مع ما يترتب عن ذلك من الكسب غير المشروع، والاستيلاء على حقوق ذوي الكفاءة من الناس، وهو ظلم محرم...
وأضرار استفحال الغش في الاختبارات ومفاسده لا تكاد تنحصر، ويتجلى بعضها في:
رابعا: في الآثار
لا يختلف اثنان في ما للغش في الامتحان من ضرر بالغ على مستقبل وأخلاق الفرد الغاش، وعلى مستقبل التعليم والحياة المجتمعية بعامة في البلاد التي تكثر فيه هذه الممارسة:
1- الآثار الفردية
ـ الدخول إلى قاعة الامتحان بنية الغش يفقد المترشح توازنه النفسي، ويظهر عليه الاضطراب السلوكي، ويؤثر سلبا على مستوى التفكير لديه، ويقضي على ملكة التمييز عنده، ويفقده أي قدر من الثقة في قدرته على الجواب اعتمادا على النفس، مهما كان السؤال سهلا يسيرا، ويكون كالسابح الواقع على خطر الغرق؛ يتشبث بأي سبب يظن فيه النجاة ولو كخيط العنكبوت؛ فلو ألقي له أي جواب مهما كان ظاهر الخطأ بعيدا عن المطلوب، فإنه ينكب على نقله بلا أدنى تأمل.
وقد حكى أحد الأساتذة أن طالبا في امتحان اللغة الفرنسة أرسل رسالة نصية إلى شخص في الخارج يطلب مساعدته في الحل، وبعد هنيهة وردته رسالة من شركة الاتصالات باللغة الفرنسة كالعادة تشعره بانتهاء رصيده من المكالمات، وأن عليه أن يعبئ بطاقته؛ فانكب عليها ينقلها في ورقة الامتحان؛ ظانا أنه الغوث جاءه من صاحبه.
- غش التلميذ في الامتحان كثيرا ما يعد في الذاكرة الجماعية لأغلب المجتمعات دليلا على خبث النفس ودناءتها؛ مهما وصل فيها التطبيع مع الغش؛ مما يودي بسمعة الغاش.
ـ الغش يقلل من احترام الذات، ويقلل أيضا من تقدير الآخرين، وينزع ثقة المجتمع المدرسي من الطالب الغاش.
ـ التلميذ الذي يعتمد الغش وسليلة للنجاح لا يذاكر ولا يحصل أي قدر من المعارف؛ فيلج التعليم العالي بمستوى هزيل، يعجز معه عن المسايرة، مما يسبب له احتقار الغير ويفقده أي تقدير في نفوس زملائه وأساتذته داخل الجامعة.
ـ الشهادة الأكاديمية لها قيمة رمزية كبيرة بالنسبة للمتعلم، وتورث النفس متعة لا توصف عند تسلمها؛ ولكن الطالب الغاش لا يحس بقيمة شهادته ولا يشعر بمتعة تحصيلها؛ لأنها شهادة مزيفة؛ إذ هو في وضع من سرقها، لأنه لم يحصلها بجهده وكفاءته.
2- الآثار المجتمعية
ـ ضعف مخرجات التعليم والقصور عن متطلبات سوق العمل.
ـ إن الطالب الذي تعوّد على الغش في امتحانات المدرسة، سيستمر في ذلك الفعل في امتحانات المراحل الدراسية اللاحقة، وحتى في امتحانات التوظيف، مما سيعني إسناد المسؤوليات إلى من ليس أهلا لها، ومن ثم ضياع مصالح الناس.
ـ حضور ظاهرة الغش في الحياة المدرسة سيتخطى بالتلاميذ أسوار المؤسسة، مغريا إياهم باستعماله في البيت والشارع والسوق... حتى إذا تحمل أحدهم مسؤولية من المسؤوليات المجتمعية مارسه بأريحية واطمئنان، لأن الغش صار بحكم التعود سجية له، ضاربا بجذوره في أعماق لاوعيه.
[1] بتصرف عن لسان العرب، مادة (غشش).
[2] عودة أحمد سليمان، ومقابلة نصر يوسف، "ظاهرة الغش في الامتحانات": حجمها وأسبابها كما يدركها طلبة جامعة اليرموك في الأردن، مقال منشور في المجلة التربوية، العدد 21، المجلد 6، صيف 1989م، الكويت، جامعة الكويت.
[3] المشرع المغربي مثلا يجرم الغش في الامتحانات، ويعاقب بالسجن النافذ على كل ممارسة تعين عليه؛ كتسريب مواضيع الامتحان.
[4] الصُّبْرة: الكومة المجموعة من الطعام من غير كيل ولا وزن.
[5] عبد الرؤوف المناوي، "فيض القدير شرح الجامع الصغير"، ط. المكتبة التجارية الكبرى، مصر، الطبعة.1، (1356هـ): 6/186.
[6] الشيخ عطية صقر، "موسوعة أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام"، ط. مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة.2، (1432هـ/2011م): 6/547-548.
[7] مجموع فتاوى ابن باز، ط. دار القاسم للنشر، الرياض، الطبعة.1، (1420هـ):24/59-62.
[8] فتاوى نور على الدرب، ط. مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، القصيم، الطبعة.1، (1434هـ): 12/512-513.
[9] عز الدين بن عبد السلام، "قواعد الأحكام في مصالح الأنام"، دراسة وتحقيق: محمود بن التلاميذ الشنقيطي، ط. دار المعارف، بيروت، (بلا تاريخ): 2/227.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا تراه مشجعا أو مفيدا