القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المنشورات

تفسير الدكتور عبد الوهاب المسيري للانحياز الغربي لـ "إسرائيل" مناقشة ونقد: (Dr. Abdel-Wahab El-Mesiri's interpretation of the Western bias towards "Israel", discussion and criticism) الحلقة 4

 


أسباب وجذور الانحياز الغربي لـ "إسرائيل"؟

الحلقة 4

تفسير الدكتور عبد الوهاب المسيري للانحياز الغربي لـ "إسرائيل"  مناقشة ونقد([1])

(Dr. Abdel-Wahab El-Mesiri's interpretation of the Western bias towards "Israel", discussion and criticism)
 
بقلم د الحسين بودميع

 

يُستخلص من المباحث المتقدمة في الحلقات السالفة أن الدكتور عبد الوهاب المسيري يذهب في تحليله لتبني الغرب للمشروع الصهيوني إلى أن العامل الحاسم في انحياز الغرب لـ "إسرائيل"، ودعمه لها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا هو العامل المصلحي والإستراتيجي؛ فـ"إسرائيل" –حسب تحليله- دولة وظيفية عميلة للإمبريالية الغربية؛ عَهِد إليها راعيها الإمبريالي بخدمة وحماية مصالحه الإستراتيجية في الشرق الأوسط تلقاء تعهده بدعمها وحمايتها وضمان بقائها واستمرارها.

أما اللوبي الصهيوني عنده – وإن اعترف بقوته - فتأثيره في صناعة القرار السياسي الغربي ثانوي مفضول أمام الدوافع الذاتية المتعلقة بالمصالح الاستراتيجية للغرب.

وأما تأثير البواعث الدينية في الموقف الغربي فلا يكاد يذكر في أنموذجه.   

أولا: تفسير المسيري للظاهرة الصهيونية

تبني المسيري لهذا الطرح -كما تقدم مجملا- فرع عن رؤيته التحليلية لجذور الفكرة الصهيونية ومفهومها؛ فالصهيونية عنده «حركة داخل التشكيل السياسي والحضاري الغربي تنظر إلى اليهود من الخارج باعتبارهم فائضاً بشرياً، فهم بقايا الجماعات الوظيفية اليهودية التي فَقَدت وظيفتها ونفعها، وتحوَّلت إلى شعب عضوي منبوذ، وفائض بشري لا نفع له.. يجب أن يُهجَّر.. إلى خارج أوربا في أي بقعة في العالم. (ثم تحدَّدت البقعة بفلسطين).. حتى يتم توظيفهم وتحويلهم إلى عنصر استيطاني قتالي؛ يقوم على خدمة المصالح الغربية.. نظير أن يضمن الغرب بقاءه واستمراره داخل إطار الدولة الوظيفية»([2]).

وهذا التعريف صاغه الدكتور المسيري انطلاقا مما سماه (الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة)؛ وهي مصطلح قام بسكه للإشارة إلى الثوابت والمسلمات النهائية الكامنة في الاتجاهات الصهيونية كافة، مهما اختلفت دوافعها وميولها ومقاصدها وطموحاتها و"ديباجاتها واعتذارياتها"؛ بحيث لا يمكن وصف أي قول أو اتجاه بأنه صهيوني إن لم يتضمن هذه المسلمات، فهي التي تُشكِّل الأساس الكامن للإجماع الصهيوني. وتتلخص فيما يلي:

1- اليهود شعب عضوي منبوذ غير نافع، يجب نقله خارج أوربا ليتحوَّل إلى شعب عضوي نافع.

2- يُنقل هذا الشعب إلى أي بقعة خارج أوربا (استقر الرأي، في نهاية الأمر، على فلسطين بسبب أهميتها الإستراتيجية للحضارة الغربية وبسب مقدرتها التعبوية بالنسبة للمادة البشرية المستهدفة) ليُوطَّن فيها وليحل محل سكانها الأصليين، الذين لابد أن تتم إبادتهم أو طَرْدهم على الأقل.

3- يتم توظيف هذا الشعب لصالح العالم الغربي الذي سيقوم بدعمه وضمان بقائه واستمراره، داخل إطار الدولة الوظيفية في فلسطين([3]).

فاليهود حسب الدكتور المسيري نُظر إليهم في وقت ما في الغرب بوصفهم فائضا بشريا غير نافع، من بقايا (الجماعات اليهودية الوظيفية) في أوربا؛ التي استقدمت من الخارج، وأوكل إليها المجتمع حينها القيام بوظائف خاصة لا يمكنه أن يزاولها؛ إما لكونها مشينة؛ كالتنجيم والربا..، أو لكونها متميزة وشاقة؛ كالطب والقتال..، أو لحساسيتها؛ كحراسة الحاكم والتجسس.. ولكن مع حلول عصر النهضة، ولأسباب تتعلق بالثورة الرأسمالية في الغرب، فقدت هذه الجماعات وظيفتها، وتحولت إلى شعب عضوي منبوذ (والشعب العضوي هو الشعب الذي يترابط أعضاؤه ترابط الأجزاء في الكائن العضوي الواحد، والذي تربطه رابطة عضوية بأرضه وتراثه)([4])، فبات اليهود يشكلون عبئا على الحضارة الغربية؛ مما استوجب التفكير في نقلهم إلى خارج أوربا، حيث يحولون إلى مادة بشرية نافعة، عبر عقد صامت لم يفصح عنه بين الحضارة الغربية وحركة منظمة يجب تأسيسها بين اليهود، يعهد إليها بدور تنفيذ خطة نقل وتوطين هذا الفائض البشري في مكان مناسب من العالم يتم اختياره، وكان موطن الاستيطان غير محدد في البداية؛ إذ تم اقتراح عدة بلدان؛ منها ليبيا، وشرق إفريقيا، والأرجنتين، وفلسطين، ولكن وقع الاختيار في نهاية الأمر على هذه الأخيرة لأهميتها الإستراتيجية عند الغرب، ولمكانتها الرمزية عند اليهود.

والنفع الذي سيحققه الغرب من نقل هذه الجماعات إلى المستوطن الجديد، هو توظيفها بعد تحويلها إلى دولة في خدمة المصالح الإستراتيجية الغربية في منطقة "الشرق الأوسط"، وأهمها: تفتيت الدول العربية التي تشكل وحدتها تهديدا لمصالح الغرب الحيوية.

ثانيا: نقد تفسيره للظاهرة الصهيونية وتبني الغرب لها

من درس تاريخ نشأة الصهيونية بين مسيحيي الغرب، ووقف على بواعثها الدينية الخالصة، لا يسعه سوى الجزم بعدم صلاحية التحليل الذي يتبناه الدكتور عبد الوهاب المسيري لتفسير الموقف الغربي من المشروع الصهيوني، وليس يخفى على الدكتور عبد الوهاب المسيري التاريخ المذكور للصهيونية وجذورها الدينية في الغرب، ولكن إصراره على رفض الاعتراف بالخلفية الدينية للموقف الغربي من المشروع الصهيوني، وعلى أن يبعد نفسه عن دائرة «الذين يرون أن الصراع العربي/ الإسرائيلي صراع ديني»([5])، راجع –كما أسلفنا وكما يقول عنه بعض منتقديه- إلى حرصه على «إزاحة العقائد من أنموذجه ومنهجه»([6])؛ وهذا ليس ببعيد عنه، وهو الذي أعلن في الجزء المخصص للتعريف بالموسوعة أن كتابات كارل ماركس «من أهم الكتابات التي ساعدت على تشكيل مرجعيتي والمنهج التحليلي الذي أتبناه»([7])؛ ومن المعلوم في التحليل الماركسي للتاريخ أن العقائد لا تصنع الأحداث والتاريخ، بل الأحداث هي التي تولد العقائد.

فكان طبيعيا أن يبحث عن تفسير غير التفسير الديني لصهيونية الغرب.

وكان التفسير البديل هو أن الحركة الصهيونية أنشئت بدوافع استعمارية، في سياق الاندفاع الغربي للاستيلاء على مزيد من بلدان العالم، الذي تزامن مع الرغبة في التخلص من عبء يهود أوربا الشرقية، فنشأت فكرة توظيفهم في إنشاء جيب استيطاني تابع وخادم للغرب.

ولكن إذا كان المنطق الاستعماري الغربي الذي نشأت في سياقه الحركة الصهيونية ينبني فيما ينبني عليه على إنشاء مناطق استيطانية، ونقل أصناف من المنحرفين، من "الفائض البشري غير النافع" لها، لتكون تابعة للغرب وخادمة لمصالحه ومعززة لنفوذه؛ كما «كان يتم نقل المساجين إلى أستراليا، وتوظيفهم هناك، بحيث يتحولون إلى عناصر صالحة؛ أعضاء في الحضارة التي نبذتهم ونقلتهم»([8])؛ فلماذا تم نقل اليهود دون غيرهم من الفائض البشري إلى فلسطين؟ وإذا كان الجواب كما تقول (الصيغة الأساسية الشاملة)، أن اليهود تحولوا إلى "فائض بشري غير نافع" مما استدعى "نقلهم خارج أوربا" لتحويلهم إلى "مادة بشرية نافعة"؛ فما معنى أن تفقد الجماعات الوظيفية اليهودية وحدها وظيفتها، ويتحول أفرادها جميعا إلى "فائض بشري غير نافع"، وقد كان منهم العلماء والأدباء والأطباء والتجار والصناع والحرفيون([9])، ويقدمون مختلف الخدمات للمجتمع الذي يعيشون فيه كشأن كل الطوائف؟ أليس هذا تعميما لحكم على أهل دين بأسرهم مع ما بينهم من الفوارق التي لا يألو الدكتور المسيري جهدا في إبرازها؟ أليس هذا التعميم ضربا من "التفكير الاختزالي" الذي أطال الدكتور النفَس في نقده؟ وإذا صح أنهم تحولوا فعلا إلى عبء على الحضارة الغربية، وأن معدلات الكراهية ضدهم تصاعدت في الغرب مع حلول عصر النهضة، وتولدت عنها نزعة «خروجية تصفوية.. تطالب بإخراج اليهود من أوربا وتصفيتهم»([10]) فلماذا لم ينقل سوى جزء يسير منهم؟ لماذا لم تنطبق هذه القاعدة على أغلبية اليهود الذين بقوا في دول الغرب، وهم أضعاف من تم نقلهم؟ ألم تكن الكراهية تطال جميع اليهود؟

ويرِدُ على هذا الطرح أيضا سؤال حول مغزى اختيار فلسطين دون غيرها من البلاد، ولكن المسيري حتى يدفع أي تشويش عن نظريته، سد المنفذ على من قد يعترض به؛ بادعاء أن الرأي قد «استقر.. في نهاية الأمر، على فلسطين بسبب أهميتها الإستراتيجية للحضارة الغربية، وبسب مقدرتها التعبوية بالنسبة للمادة البشرية المستهدفة»([11]). وهو تعليل غير مقنع؛ لأن الدعوة إلى ضرورة تمكين اليهود من فلسطين دون غيرها تنفيذا للوعود "الإلهية" المزعومة، وتحقيقا للنبوءات التوراتية والإنجيلية، تواردت في تصريحات ونداءات الزعماء الغربيين منذ القرن السادس عشر؛ أي قبل ظهور النزعة الإمبريالية في الغرب بثلاثة قرون.

أما مقولة (الدولة الوظيفية) التي نقل إليها "الشعب المنبوذ" لتوظيفه داخلها لصالح الراعي الغربي، فقد ثبت عدم صحتها؛ لأن "إسرائيل" باتت كما هو واضح عبئا استراتيجيا واقتصاديا وأخلاقيا على الغرب، وقد عاد الدكتور المسيري نفسه وهو يتحدث عن أزمة الصهيونية ليقرر أن الكيان الصهيوني فقد وظيفته التي أوكلها إليه الغرب حسب تحليله؛ فقال: «أثبت التجمُّع الصهيوني أنه يشكل عبئاً ثقيلاً على الولايات المتحدة»([12])؛ فلو كانت "إسرائيل" -كما يرى- مجرد "دولة وظيفية"، لتخلى عنها الغرب بعد أن "فقدت وظيفتها" كما تخلص من "الجماعات الوظيفية اليهودية" حين "فقدت وظيفتها"، وهو ما لم يحدث؛ والعلة أن لتجمع اليهود بأرض فلسطين في الشعور الغربي دور ديني، لا "وظيفة قتالية" أو"مصلحة استراتيجية مادية".

وأيضا فإن مصالح الدول تختلف، بل كثيرا ما تتعارض، ولا يمكن الحديث عن الغرب باعتباره كيانا واحدا له مصالح موحدة، حتى يمكن القول بأن الاختيار وقع على فلسطين "بسبب أهميتها الإستراتيجية للحضارة الغربية"؛ فمن المعلوم أن الدول الغربية خاضت حروبا طاحنة فيما بينها في النصف الأول من القرن العشرين بسبب تنازعها وتنافسها على مناطق النفوذ؛ فكيف تتعارض مصالحها في كل المناطق وتتحد في فلسطين؟

ثم إن التحليل المصلحي الذي يعرضه الدكتور المسيري لتفسير تبني الغرب للمشروع الصهيوني تعترضه اعتراضات غير قليلة تضعف من قدرته على تفسير الانحياز المذكور، ومن ذلك:

1- أن العائد الإستراتيجي للتحالف مع العرب أكبر بكثير من فائدة التحالف مع "إسرائيل"، فالوطن العربي يقع في موقع إستراتيجي مهم، فهو يمتد وسط أفريقيا وآسيا، ويشارك أوربا في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويشكل نواة العالم الإسلامي، كما أن العالم العربي يضم نسبة ضخمة من بترول العالم ومن مخزونه الإستراتيجي، وهو أمر حيوي بالنسبة للمنظومة الصناعية في الغرب، كما يشكل السكان العرب كتلة استهلاكية هامة، مما يجعله سوقا رابحة لتسويق السلع الغربية؛ فإذا كانت المصالح الإستراتيجية للدول الغربية هي التي تتحكم في سياستها "الشرق أوسطية"، فإن المنطق يقتضي أن تنحاز للعرب لا لـ "إسرائيل".

2- أن ثمة حلفاء للغرب أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية؛ مثل كوريا الجنوبية التي تعد الحليف الإستراتيجي الأهم لأمريكا بشرق آسيا في مواجهة كوريا الشمالية والصين، خاصة مع تنامي الدور الصيني بما يرشحها لأن تتبوأ موقع المنافس الأكبر لأمريكا عالميا، ومع ذلك لا تحظى كوريا الجنوبية بكل هذه المكانة وهذا الدعم الذي تحظى به "إسرائيل"؛ فانتقادها لا يعد تهمة في الغرب كنقد "إسرائيل"، ولا يتصور أن تستعمل أمريكا "حق" النقض (الفيتو) لمنع إدانتها في الأمم المتحدة لو استوجبت الإدانة، وليس التعهد بحفظ أمنها شرطا لتولي الرئاسة في أمريكا، كما هو الشأن بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولا تتلقى من أمريكا معشار ما تتلقاه "إسرائيل" من المعونات المالية والعسكرية، ولا يوجد في الغرب وأمريكا مئات المنظمات المسيحية التي نذرت نفسها للدفاع عن كوريا الجنوبية كما هو الحال مع "إسرائيل"، وما ذلك إلا لأن علاقة الغرب بـ "إسرائيل" تحكمها التزامات عقائدية، وليس المصالح الإستراتيجية، وإلا لكانت كأي حليف عادي.

3- أن في الغرب دولا تستميت في تأييد "إسرائيل"، وتنحاز لسياساتها انحيازا كاملا، وليس لها مع ذلك في الصراع في فلسطين ناقة ولا جمل؛ مثل كندا وجمهورية التشيك، اللتين صوتتا وتصوتان إلى جانب أمريكا وإسرائيل ضد القرارات الأممية التي تصب في مصلحة الفلسطينيين؛ مثل تصويتهما ضد قرار منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة يوم 29 نونبر 2012؛ فلو صح أن القيمة الإستراتيجية لـ "إسرائيل" – إن كان لها من قيمة إستراتيجية - هي سبب الانحياز الغربي لها، لما انحازت لها دول لا يعود عليها من هذا الانحياز أي عائد اقتصادي أو استراتيجي يذكر.

4- أن الدولة الصهيونية لا تتصرف مع راعيها الغربي تصرف حليف مخلص؛ فالمسؤولون «الإسرائيليون كثيرا ما يتجاهلون مطالب الولايات المتحدة، وينقضون الوعود المقطوعة أمام قيادات أمريكية رفيعة (بما فيها التزامات سابقة بوقف بناء المستوطنات..)، يضاف إلى ذلك أن إسرائيل زودت أطرافا يحتمل أن تكون منافسة للولايات المتحدة مثل الصين بتكنولوجيات عسكرية أمريكية»([13]). ومن تصرفاتها غير المخلصة تجسسها على أمريكا، ومن أشهر حوادث التجسس "الإسرائيلي" على الولايات المتحدة؛ «قصة (جونثان بولارد) الذي أعطى إسرائيل كميات كبيرة من الوثائق والمواد السرية أوائل عقد ثمانينات القرن العشرين، (..قيل إن إسرائيل قدمتها إلى الاتحاد السوفيتي للحصول على مزيد من تأشيرات الخروج ليهود سوفييت)... [وقصة] قيام .. (لاري فرانكلن) بنقل معلومات سرية إلى دبلوماسي إسرائيلي [سنة 2004] بمساعدة اثنين من موظفي الإيباك»([14])، ولا ريب أن «استعدادها للتجسس على ولي نعمتها الرئيسي يضفي مزيدا من الشك على قيمتها الاستراتيجية»([15]).

5- أما القول بأن "إسرائيل ينظر إليها بوصفها حليفة أساسية في الحرب على الإرهاب"، فلمن لا يرى هذا الرأي أن يقول: إن الدعم والانحياز الغربي لـ "إسرائيل" كان قبل بدء ما يسمى الحرب على "الإرهاب"، ثم إن "إسرائيل" لا "تناضل" إلا ضد حركات وفصائل المقاومة، التي تسميها "المنظمات الإرهابية"، ومعلوم أن حركات المقاومة لا تشكل أي تهديد للغرب([16]). 

 6- أما تصريحات بعض الزعماء الصهاينة اليهود والغربيين التي تصب في هذا الاتجاه فلا يخفى أنها تندرج ضمن الخطاب الصهيوني الانتهازي، الذي يخاطب كلا بما ينفعل له؛ فإذا خاطب المتدينين تحدث عن الرمزية الروحية لفلسطين، وعن الوعود التوراتية التي قطعها "الرب" على نفسه بتمليكها لـ"شعبه المختار"، وإذا خاطب أرباب المصالح، تحدث عن الموقع الإستراتيجي لفلسطين، وأهميتها للسيطرة على الشرق.



[1] لا بد أن نُذَكّر بين يدي هذه المناقشة بالفرق المقرر بين (المعلومة) ذات الطبيعة العلمية الموضوعية الحيادية، و(التحليل) ذي الطبيعة الذاتية المتأثر بالخلفية الفكرية لصاحبه، وأن مناقشة الدكتور المسيري إنما هو في أنموذجه التحليلي لا في المعلومات العلمية التي يقدمها حول اليهود واليهودية والصهيونية في كتبه.

[2]  الموسوعة: 6/89-90.

[3]  الموسوعة الموجزة: 2/200.

[4]  المسيري، "تاريخ الفكر الصهيوني"، ص: 634.

[5] الموسوعة الموجزة: 2/199.

[6] بهاء الأمير، "الوحي ونقيضه: بروتوكولات حكماء صهيون في القرآن"، ط. مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة.1، (2006)، ص: 729.

[7] الموسوعة: 8/14.

[8] الموسوعة الموجزة: 2/201.

[9] ينظر بهذا الصدد: سعد البازعي، "المكون اليهودي في الحضارة الغربية"، ط. المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة.1، (2007)، ص: 35-271 .

[10] الموسوعة الموجزة: 2/201.

[11]  نفسه: 2/200.

[12]  نفسه: 2/528.

[13]  جون شايمر، وستفن والت، المرجع السابق،  ص: 28-30.

[14]  نفسه،  ص: 31-32.

[15]  نفسه،  ص: 32.

[16]  انظر: المرجع السابق، ص: 23.

تعليقات

التنقل السريع