القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المنشورات

الأصول العرقية ليهود اليوم (Today's Jews): دراسة في ضوء المعطيات الأنثروبولوجية والتاريخية

 


               الأصول العرقية ليهود اليوم (Today's Jews):

 دراسة في ضوء المعطيات الأنثروبولوجية والتاريخية

                                     د. الحسيـن بودميع


ملخص البحث                    

يتطلع هذا المقال إلى رفع الستار عن وهم النقاء الجنسي والوحدة العرقية لدى اليهود، وإثبات أن يهود العصر الحالي ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل، وأن فكرة (أرض الأجداد) و(الأرض الموعودة)-من ثم- خرافة يرددها الصهاينة بقصد تضليل الرأي العام وهم واعون تمام الوعي بزيفها.

وذلك بالاستناد إلى  قواعد علم الأنثروبولوجيا والدراسات التي أجريت في ضوئها على الجماعات اليهودية؛ لإثبات أن اليهود من أشد الجماعات البشرية تنوعا من الناحية العرقية، وأن السلالة الإسرائيلية قد غدا وجودها نادرا في صفوف يهود العصر الحالي، وإلى استقراء الواقع التاريخي لتلك الجماعات لاستخلاص أسباب هذا التنوع العرقي لديهم، وندرة السلالة الإسرائيلية بينهم، وتحديد أصولهم.

وهو مركب من مقدمة وثلاثة محاور: أولها في إثبات تنوع اليهود الحاليين عرقيا، وثانيها في أسباب التنوع العرقي، وندرة السلالة الإسرائيلية بين اليهود؛ وقد حصرت في ثلاثة أسباب رئيسية: وهي: الزواج المختلط، وحوادث الاغتصاب، والتهود، وقد تضمن الحديث عن التهود إشارات مجملة إلى بعض الشعوب التي دخل بعض أبنائها أو دخلت بأكملها في اليهودية.

وثالث المحاور في بيان الأصول العرقية لليهود؛ وقد انتهى إلى أن اليهود المنحدرين من الخزر يمثلون وحدهم نسبة (92%) من يهود العصر الحالي، والنسبة المتبقية، وهي (8%) يتوزعها مع الإسرائيليين اليهودُ الأمازيغ، ويهود الفلاشا، واليهود العرب، ويهود التاميل، وغيرهم من الأجناس؛ مما يعطي أن اليهود المنحدرين من أسباط بني إسرائيل لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة بين يهود العالم حاليا.

مقدمة

تعد حرب المفاهيم إحدى المداخل الأساسية التي راهنت عليها الصهيونية للترويج لمشروعها؛ ومن المفاهيم التي اختلقها الصهاينة وأشاعوها حتى غدت حمولتها الدلالية مسلمة لدى الكثير: مفهوما: (الشعب اليهودي) و(التاريخ اليهودي) الموهمين أن اليهود أينما كانوا في العالم يتميزون بالوحدة العرقية، وأنهم يشكلون جماعة بشرية تتشعب من سلالة عرقية واحدة، وهي سلالة إسرائيل، وأنهم جميعا من ذرية الذين تم "إجلاؤهم" من فلسطين، ولقد شاع هذا الوهم حتى أصبح  كثير من الناس يربطون بين الانتماء الديني لليهودية والانتماء العرقي لبني إسرائيل، وهي النتيجة التي يهدف إليها الصهاينة بكثرة الحديث عن (الشعب اليهودي) و(التاريخ اليهودي)؛ إذ هي الطريق لإقناع الرأي العام العالمي والغربي خصوصا بـ "عدالة" المطالب الصهيونية، فبتكريس هذا الوهم تتمهد الطريق لتسويق الادعاء بأن الوعود والنبوءات التوراتية المتعلقة بالأرض الفلسطينية تنطبق على يهود العصر الحالي، وأن هجرة اليهود إلى فلسطين عودة إلى أرض الأجداد، وإقامة دولة "إسرائيل" تحقيق لنبوءات ووعود التوراة التي تعطي الأرض لنسل إسرائيل: (لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ).

فهل اليهود حقا من سلالة عرقية واحدة؟ أم أنهم كغيرهم من أتباع الأديان الأخرى متنوعون عرقيا؟ هل لليهود الحاليين من صلة نسبية بيهود بني إسرائيل؟ ما نسبة اليهود الإسرائيليين بين يهود اليوم؟

هذه المقالة تتطلع إلى رفع الستار عن وهم النقاء الجنسي والوحدة العرقية لدى اليهود، وإثبات أن يهود العصر الحالي ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل، وأن فكرة (أرض الأجداد) -من ثم- خرافة يرددها الصهاينة بقصد تضليل الرأي العام وهم واعون تمام الوعي بزيفها.

ولما كان الصهاينة يعتمدون في دعم هذا الطرح على البحث العلمي في مجال الدراسات الأنثروبولوجية والتاريخية لتثبيت الوهم بأن اليهود قد حافظوا عبر التاريخ على نقائهم العرقي، وأنهم لم يكونوا يبشرون بدينهم ولا كانوا يقبلون انضمام من يريد اتخاذ اليهودية دينا من "الأغيار" إلى الجماعة الإسرائيلية، وأنهم حافظوا عبر الزمان على التشريعات التناخية الصارمة فيما يخص حظر الزواج من خارج جماعتهم العرقية؛ لما كان الأمر كذلك لزم أن يقارَب الموضوعُ من الزاويتين ذاتهما؛ فبالاستناد إلى  قواعد علم الأنثروبولوجيا والدراسات التي أجريت في ضوئها على الجماعات اليهودية؛ أثبت العلماء أن اليهود من أشد الجماعات البشرية تنوعا من الناحية العرقية، وأن السلالة الإسرائيلية قد غدا وجودها نادرا في صفوف يهود العصر الحالي، وباستقراء الواقع التاريخي لتلك الجماعات استخلصوا أسباب هذا التنوع العرقي لديهم، وندرة السلالة الإسرائيلية بينهم، وتحديد أصولهم.

أولا: تنوع اليهود الحاليين عرقيا

اليهود جماعات بشرية تسري عليهم قوانين الاجتماع الكلية التي تسري على كل الجماعات البشرية، وليس من المقبول في منطق العلم أن يشذوا عن بقية البشر، وينفردوا دونهم بالقدرة على مقاومة عوامل الاختلاط الدموي والتنوع السلالي؛  يقول الدكتور جوان كوماسن: «إن نقاوة السلالة اليهودية ما هي إلا أوهام»([1]).

وقد أظهرت نتائج أبحاث علم الأجناس البشرية كما يقول الدكتور رافائيل باتال أنه - خلافا للرأي الشائع – ليس هناك جنس يهودي؛ «حيث تدل قياسات الأجسام البشرية التي أجريت على مجموعات من اليهود أنهم يختلفون بعضهم عن بعض اختلافا بينا في كل الخصائص الجسدية الهامة: القامة – الوزن – لون البشرة – الدليل الرأسي – الدليل الوجهي – فصائل الدم ..إلخ، والواقع أن هذا هو الرأي الذي يسلم به علماء الأجناس والمؤرخون»([2]).

ويؤكد الحقيقة ذاتها جيمس باركس في قوله: «لا يمكن القول بأن تاريخ اليهود هو تاريخ عنصر من العناصر البشرية؛ وذلك أن اليهود لم يكونوا من أصل نقي منذ بدء تاريخهم..، ومن الخطأ الاعتقاد بأنهم لم يقبلوا متهودين من عقائد وأجناس أخرى»([3]).

ويقرر أستاذ علم الأجناس بجامعة جنيف (أوجين بيتار) في ذات السياق أن «اليهود عبارة عن طائفة دينية اجتماعية، انضم إليهم في جميع العصور أشخاص من أجناس شتى، جاءوا من جميع الآفاق؛ فمنهم الفلاشا سكان الحبشة، ومنهم الألمان ذوو السحنة الجرمانية، ومنهم التامل السود في الهند، والخزر من الجنس التركي، ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر .. والعيون الصافية اللون الذين نلقاهم في أوربا الوسطى يمتون بصلة القرابة – قرابة الدم – إلى أولئك الإسرائيليين الذين كانوا يعيشون بجانب نهر الأردن»([4]).

ونظرا لأن اختلاف اليهود في بعض الصفات الجسمية؛ كشكل الشعر ولونه، ولون البشرة، والقامة، والأنف، وسحنة الوجه.. قد ينازَع في دلالته على تنوعهم العرقي؛ لتأثر هذه الصفات نسبيا بالعوامل البيئية، وأنماط العيش؛ قرر الدكتور جمال حمدان في كتابه الشهير (اليهود أنثروبولوجيا) الاعتماد في الاستدلال على تنوع اليهود عرقيا على «الصفات الجنسية التي تعد محور الدراسات الأنثروبولوجية جميعا [و] ترتبط مباشرة بالوراثة ولا تكاد تتأثر بالبيئة، ويمكن أن تكون مؤشرا وثيقا على الأصول الأولى، ومقياسا ومحكا للنقاوة أو الخلط؛ إنها لا شك شكل الرأس»([5])؛ فذكر أولا أن «الإجماع بين الأنثروبولوجيين كامل على أن يهود عصر التوراة في فلسطين هم مجموعة سامية من سلالة البحر المتوسط، بصفاتها التي نعرف ونرى اليوم؛ من سمرة في الشعر، وتوسط في القامة، وطول إلى توسط في الرأس»([6]).

وبعد إيراده إحصاءات تفصيلية حول شكل الرأس لدى المجموعات اليهودية في العالم، أجمل النتيجة في قوله: «من هذا المسح السريع نصل إذن إلى أن اليهود يقعون من حيث شكل الرأس في مجموعتين: عراض رؤوس، وطوال رؤوس.. تزيد مجموعة عراض الرؤوس على (80 إلى90 %) على الأقل من كل يهود العالم، والأقلية الضئيلة الباقية هي طوال الرؤوس»([7]).

وحيث إن يهود عصر التوراة كانوا ككل الساميين طوال الرؤوس بإجماع الأنثروبولوجيين «فإذا ما وجدنا رؤوسا غير ذالك بين يهود اليوم؛ فليس ثمة إلا تفسير واحد ووحيد لا سبيل إلى الشك فيه، وهو اختلاط الدم [اليهودي] بعناصر غريبة»([8]).

ويمكن صياغة هذا (الدليل الرأسي) الذي اعتمده حمدان وعده "محور الدراسات الأنثروبولوجية " كما يلي:

Ø    يهود بني إسرائيل طوال الرؤوس بإجماع الأنثروبولوجيين.

Ø    يهود اليوم في معظمهم عراض الرؤوس، كما أثبتت الدراسات التي أجريت عليهم.

Ø    إذن: يهود اليوم ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل.

 

ثانيا: أسباب التنوع العرقي، وندرة السلالة الإسرائيلية بين اليهود

Ø    يرجع التنوع العرقي لدى اليهود، إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

السبب الأول: الزواج المختلط                                 

لم تكن شرائع أنبياء بني إسرائيل في الأصل تمنع الزواج المختلط بين بني إسرائيل وغيرهم؛ بدليل زواج يوسف من مصرية([9])، وزواج أخيه يهوذا بن يعقوب من كنعانية([10]). وكذا زواج موسى من صفورة بنت كاهن مدين([11])؛ وهي عربية، ثم من امرأة حبشية([12])، وزواج سليمان من غير الإسرائيليات([13])...

ولكن لما ابتدعوا بدعة "الاختيار الإلهي" لهم، وزعموا أنهم "شعب الله المختار"، وتساموا عن "الأمميين" (وهم غير بني إسرائيل في اصطلاحهم)، حرموا الزواج المختلط بينهم وبين غيرهم حفاظا على نقاء "النسل المقدس"، وحذرا من أن يدخل في "الشعب المختار" من ليس منه.

 فقد أوصى "الرب" – حسب ما كتب في العهد القديم – شعب إسرائيل قبل دخوله أرض كنعان قائلا: «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ؛ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ؛ لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً، وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ، وَلا تُصَاهِرْهُمْ؛ ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ، وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ»([14]).

فهذا نص في منع الإسرائيليين من مصاهرة الأمم المذكورة؛ وقد عمل أحبار اليهود على «تفسير حظر الزواج من أبناء الأمم الكنعانية السبع .. ووسعوا نطاقه بحيث أصبح ينطبق على جميع الأغيار من غير تمييز»([15]).

ولكن هل حافظ اليهود على الوصايا التي تمنع الإسرائيلي من مصاهرة "الأممي"؟            

تاريخهم وواقعهم الحالي ينفي ذلك، ويثبت أنهم تعاطوا الزواج المختلط في كل مراحل تاريخهم؛ كما تفيد أسفارهم والدراسات التي أجريت عليهم في هذا العصر. فبعد خروج بني إسرائيل من مصر - كما يحكي العهد القديم – دخلوا أرض فلسطين وأقاموا «وَسَطَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِّزِيِّينَ وَالْحِّوِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، وَاتَّخَذُوا بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً، وَأَعْطُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيهِمْ»([16]).

 وكذلك فعلوا بعد الأسر البابلي؛ حيث تصاهروا مع مختلِف الأقوام من المذكورين في النص السابق، والعمونيين، والموآبيين، والمصريين؛ «وَاخْتَلَطَ الزَّرْعُ الْمُقَدَّسُ بِشُعُوبِ الأَرَاضي»([17]). ويقصدون بـ (الزَّرْع الْمُقَدَّس) نسل بني إسرائيل.

هكذا استمر اليهود في خرق شريعة حظر الزواج من "الأغيار" عبر تاريخهم بكل مراحله، أما في العصر الحالي، فقد عرفت نسب الزواج المختلط بينهم وبين غيرهم تصاعدا كبيرا، أثار قلق القيادات اليهودية حتى سموه «"الهولوكوست الصامت"؛ فقد وصلت نسبة الزيجات المختلطة في كوبن هاجن بين عامي (1880و1905) إلى (68 (%من جملة الزيجات [اليهودية]، ووصلت في ألمانيا (عام 1932) إلى نحو ستين زيجة مُختلَطة بين كل مائة زيجة يهودية، وفي أمستردام 70% (عام 1930). وفي الولايات المتحدة تصل النسبة في الوقت الحاضر [التسعينات] إلى أعلى من هذا في بعض المناطق، ولكن النسبة العامة بين عامي 1985 و1990 هي 25% من كل الزيجات اليهودية .. وتصل النسبة في بعض المناطق إلى 80%. وفي روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء لا يختلف الوضع عن هذا كثيراً»([18]). 

وذكرت مجلة (التايم) الأمريكية عام (1975م) «أن اليهود الأمريكيين ميالون إلى الزواج من خارج ملتهم... وأن ثلث حالات الزواج هي من غير ملتهم»([19]).

أضف إلى هذا أن اليهود المحافظين لا يرون مانعا من الزواج المختلط شريطة أن يتهود الطرف غير اليهودي «أما اليهودية الإصلاحية فتوافق على الزيجات المختلطة..، وتشجع الطرف غير اليهودي على التهود، ولكنها لا تشترطه»([20]).

ومن نافلة القول أن ثبوت إقدام اليهود على الزواج المختلط يقضى تلقائيا على زعم النقاء العرقي لدى جماعاتهم.

السبب الثاني: حوادث الاغتصاب

كانت الاضطهادات والحروب التي حلت باليهود على مر العصور من قِبَل غيرهم لا تخلو من سبي واغتصاب لنسائهم؛ فينشأ الأطفال المتولدون عن ذلك يهودا على يد أمهاتهم اليهوديات، ويحسبون على الجماعات اليهودية، مع أن آباءهم ليسوا من بني إسرائيل.

يحكي المؤرخ هاينريش جرايتز في كتابه: (تاريخ اليهود)([21]) «أن شخصا يدعى يهودا بن حزقيل عارض زواج ابنه من امرأة لم تكن من سلالة سيدنا إبراهيم([22])، وعندئذ قال له صديقه (أولا ) (Ulla): ولكن خبِّرني كيف لنا أن نتحقق أننا أنفسنا لا ننحدر من الوثنيين الذين اغتصبوا عذارى صهيون أثناء حصار بيت المقدس؟»([23]).

ويروي في موضع آ خر رواية أخرى ذات مغزى عميق فيما يتعلق بالأصول العرقية لبعض يهود اليوم؛ تقول الرواية: «إن أفراد وحدة ألمانية اسمها وحدة فانجيوني (Vangioni) حاربوا مع الحاميات الرومانية في فلسطين، وهناك اختاروا من بين حشود الأسرى اليهود أجمل الفتيات، وأخذوهن معهم إلى قواعدهم على شواطئ الراين والمين، وأجبروهن على أن يخضعن لشهواتهم، وما نتج عن هذه العملية من أطفال من آباء ألمان ونساء يهوديات تولى هؤلاء الأمهات تربيتهم طبقا للعقيدة اليهودية دون أن يهتم الآباء بأمرهم، ويقال: إن هؤلاء الأطفال هم الذين أسسوا  الجماعات اليهودية الأولى التي استوطنت الأراضي الواقعة بين [المدينتين الألمانيتين] ورمز (Worms) وماينز (Mayence([24]).    

فهل من حق مثل هؤلاء أن يدعوا أن أرض فلسطين أرض أجدادهم؟                                              

السبب الثالث: التهود 

يقصد بـ (التهود) تحول غير الإسرائيلي عن دينه إلى الدين اليهودي، وهو من العوامل الرئيسية للتنوع السلالي لدى اليهود.

فالديانة اليهودية -على خلاف ما هو رائج- كغيرها من الأديان لا تمانع من دخول غير أتباعها الأصليين (وهم الإسرائيليون) إليها، يقول الحاخام حاييم ناحوم (حاخام اليهود في مصر): «اليهودية دين يمكن أن يؤمن بها الفرنسي، والإيطالي، والمصري، وأي إنسان؛ فهي ليست قومية، وإنما هي دين، والدين لله والولاء للوطن»([25]).

ولم يكن اليهود – مثلهم مثل غيرهم – يخفون رغبتهم في استقطاب غيرهم إلى دينهم؛ فقد مارسوا التبشير في مختلف مراحل تاريخهم؛ وهذا ما سجلته أسفارهم، ونصت عليه المصادر المسيحية والإسلامية، وأكده المؤرخون والعلماء الأنثروبولوجيون منهم ومن غيرهم، ويمكن الاستدلال لتبشيرية اليهودية من ناحيتين على الأقل:

Œ الدليل الديني

يستند الاستدلال الديني على تبشيرية اليهودية إلى نصوص دينية في الكتاب "المقدس" بعهديه، وفي التلمود، والقرآن؛ تدل بوضوح على أن رسالة موسى لم تكن خاصة بسلالة بني إسرائيل، وأن اليهود مارسوا التبشير بنشاط إلى دينهم.

 أ- ففي العهد القديم نجد قصصا لبعض من آمن باليهودية من غير بني إسرائيل رغبة أو رهبة؛ فحينما كان يهود بني إسرائيل أسرى بأرض بابل، كان أن عظُم شأنهم في عهد ملك فارس أحشورش– كما يحكي سفر أستير– حتى أشركوا في الملك، بسبب زواج الملك من المرأة اليهودية (أستير)، وافتتانه بجمالها؛ مما مكنها من التأثير في قراراته، وهي ابنة عم مردخاي؛ أحد خدام البلاط الملكي الذي أصبح محل الوزير الأول لدى أحشورش (هامان بن همداتا الأتاجي) بعد أن أعدم بتدبير من مردخاي وأستير، وبلغ من قوة نفوذهم أن أطلق الملك أيديهم لينتقموا من كل من اضطهدهم؛ فـ«كَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ..، وَصَارَ كَثيرٌ مِنْ شُعُوب تِلْكَ الأَرْضِ يَهُوداً؛ لأَنَّ خَوْفَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ»([26]).

و«في كتابات أشعيا الثاني، وسفر روث، وسفر يونان، وسفر يهوديت الخارجي نصادف مرارا دعوات مباشرة وغير مباشرة تسعى إلى اجتذاب الأغيار إلى اليهودية، بل وإقناع العالم قاطبة بقبول "شريعة موسى"»([27]).

ب- ويحكي التلمود عن الحاخام أليعازار قوله: «لم ينف المقدس تبارك إسرائيل بين الأمم إلا لكي ينضم إليها متهودون"»([28]).

ج- وكان مما أنكره المسيح – حسب العهد الجديد – على اليهود أنهم ينشطون في دعوة الناس إلى دينهم، وهم غير متمسكين به؛ فإن دخل المدعو في الدين دخل فيه على طريقتهم فاستحق النار: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ؛ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً([29]) وَاحِداً، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ»([30]). فهذا – إن صح- صريح في أن اليهود يبشرون وبحماس بدينهم.        

د- ويقص القرآن من أمر موسى أنه توجه بدعوته إلى فرعون، ودعاه إلى دينه، وقال: (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)([31])، وأنه بعد انتصاره الباهر في المغالبة التي جرت بينه وبين سحرة فرعون أقتنع السحرة بصدق نبوته وصحة دينه؛ فـ (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)([32])؛ وما كان فرعون ولا سحرته من بني إسرائيل.

ومن حرص اليهود – مثل النصارى – على أن يتبع الناس ملتهم أن قال عنهم القرآن: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)([33])، وأَن ادعوا أن المهدي من اتبع دينهم حين (َقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا)([34]). فكل هذا مما ينفي كون اليهودية ديانة قومية لا تبشيرية.

 الدليل التاريخي

ويستند إلى ما سجله الواقع التاريخي لليهود في كل أماكن تواجدهم من ممارسة التبشير بدينهم في أوساط الشعوب الأخرى، وهي حقيقة تاريخية أكدها غير واحد من العلماء والمؤرخين.

فقد عد المؤرخ والعالم البريطاني اليهودي آرثر كيستلر من الدلائل التاريخية الشاهدة «على حماس يهود العصور القديمة للتبشير بديانتهم: أن اعتنقها فلاشا الحبشة ذوو البشرة السوداء، ويهود كاي فنج الصينيون..واليهود اليمنيون و..الخزر؛ وفي بلاد أقرب من تلك وصل التبشير اليهودي ذروته في عصر الإمبراطورية الرومانية»([35]).

وفي دائرة المعارف البريطانية([36]): «لقد نشط اليهود إلى التبشير باليهودية بين مختلف الشعوب عندما رأوا الوثنية قوية النفوذ منتشرة في العالم، والكُتاب القدماء اليونان والرومان يشهدون بقوة النشاط التبشيري الذي قام به اليهود، وكيف تم نشر اليهودية في أواسط وغرب آسيا؛ أصل يهود العالم اليوم».

ويحكي مارتن لوثر واقعة ذات مغزى فيما نحن بصدده حصلت معه شخصيا؛ ويتعلق الأمر فيها بنفر من اليهود أتوه وحاولوا تهويده؛ فقال: «قصدني ثلاثة من أحبار اليهود علماء في الناموس الموسوي، يحدوهم الأمل أن يجدوا فيَّ يهوديا جديدا يضاف إلى قافلتهم»([37])، ويقول لأتباعه: «اعلم يا عزيزي المسيحي أنه ليس بعد الشيطان عدو أكثر سما من اليهودي المحض، الذي يجهد أن يراك قد تهودت واتبعته»([38])، ومغزى ما حكاه وقاله لوثر أن اليهود كانوا يجتهدون في دعوة نصارى الغرب إلى اليهودية حتى في عز اليقظة المسيحية التي عرفتها أروبا في القرن السادس عشر حين ثار المحتجون (البروتستانت) على الكنيسة التقليدية.

ومن أدق من برهن على حصول التبشير باليهودية تاريخيا البروفسور شلومو ساند أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل أبيب، في كتابه: (اختراع الشعب اليهودي)؛ منطلقا من أن العقائد التوحيدية -خلافا للعقائد الوثنية التي تقبل بتعدد الآلهة- تحث المؤمنين بها دوما على نشر مبدأ الوحدانية بين الوثنيين، «ولم تكن الديانة اليهودية.. شاذة.. عن هذه القاعدة»([39]).

ثالثا: الأصول العرقية لليهود الحاليين

من نتائج التبشير باليهودية – إضافة إلى العوامل أخرى – أن اعتنقها أفراد كثيرون، وشعوب من أجناس مختلفة؛ ومن اليهود غير الإسرائيليين:

Œ اليهود الأمازيغ

انتشار اليهودية بين الأمازيغ في عهود ما قبل الإسلام موضوع أثار اهتمام بعض الباحثين الغربيين، فأفردوه بالتأليف؛ كما فعل الكاتب الإسباني (أبراهام لاريدو) إذ كتب مؤلفه: (يهود البربر في المغرب).

وتعود بداية التواجد اليهودي في المغرب - على ما رجحه الدكتور عبد الرحمن بشير في كتابه "اليهود في المغرب العربي"- إلى أعقاب الجلاء الأول لليهود (سنة 586.ق.م) على يد البابليين؛ فقد كان المغرب من البلاد التي توجهوا إليها بعد الجلاء، ثم توالت هجراتهم إليه بتوالي النكبات عليهم في أماكن تواجدهم، ولكن «رغم استمرار الهجرة ظل عدد اليهود قليلا في الشمال الإفريقي، ولم يجدوا من سبيل إلى زيادة هذا العدد سوى استمالة البربر إلى عقيدتهم... فبدؤوا عملية تهويد واسعة النطاق بينهم»([40]). 

وتحت عنوان: (المتهودون من البربر)، أورد الباحث عبد الرحمن بشير في كتابه سالف الذكر أسماء القبائل التي انتشرت اليهودية فيها، نقلا عن ابن خلدون([41])، وابن أبي زرع([42]) ؛ وهي:

× نفوسة، في جنوب غرب طرابلس بلبيا.

× جراوة، في جبال الأوراس بتونس، وتعود أصولها إلى قبيلة زناتة.

    × مديونة، بنواحي تلمسان.

    × برغواطة  ببلاد تامسنا؛ وهي اليوم قبيلة الشاوية وسط المغرب.

    × فندلاوة، بنواحي صفرو، قرب فاس.

    × بهلولة بضواحي فاس.

    × غياتة في نواحي تازة، قرب فاس.

    × زواغة وبني يزغت، الذين قطنوا منطقة فاس قبل تأسيسها([43]).

    × كما عمل اليهود على «تهويد بعض قبائل البتر»([44])؛ وهم بنو مادغيس الأبتر، وهم قبائل كثيرة منتشرة في أقطار المغرب، وأكبرها قبيلة نفوسة بجنوب غرب طرابلس([45]).

فهؤلاء كلهم من أصول أمازيغية عريقة؛ فكيف تأتى للصهيونية أن تقنع من اقتنع بأن هجرة من تهود منهم إلى "إسرائيل" عودة إلى أرض أجدادهم؟

 اليهود العرب 

تحت عنوان (أديان العرب)، ذكر اليعقوبي أن العرب كانوا على بعض دين إبراهيم، حتى أدخل عليهم (عمرو بن لحي) الملة الوثنية، فاستقروا زمنا على «هاتين الشريعتين .. ثم دخل قوم من العرب  في دين اليهود، وفارقوا هذا الدين، ودخل آخرون في النصرانية، وتزندق منهم قوم ..، فأما من تهود منهم فاليمن بأسرها..، وتهود قوم من الأوس والخزرج بعد خروجهم من اليمن، لمجاورتهم يهود خيبر وقريظة والنضير، وتهود قوم من بني الحارث بن كعب، وقوم من غسان، وقوم من جذام»([46]).

وكان من نساء الأوس والخزرج ممن ابتلين بموت الأولاد مَنْ «تجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده»([47])؛ وكانوا يجلون اليهود لفضلهم عليهم في العلم.

 وقد اعترف الدكتور إسرائيل ولفنسون – مع حرصه على ادعاء الأصول الإسرائيلية لكل اليهود العرب بـ «أن الأغلبية المطلقة التي كونت أنصار هذا الدين الجديد [يقصد اليهودية] في اليمن كانت من سكان البلاد الأصليين»([48]).

Ž يهود الفلاشا

يمكن أن يضاف إلى اليهود غير الإسرائيليين (يهود الفلاشا)؛ وهم يهود الحبشة (إثيوبيا)؛ على رأي من يرى أنهم «ليسوا يهودا أصليين، وإنما هم إثيوبيون من قبيلة (أجاو)، تهودوا في زمن غير معروف»([49])، وكان تهَوُّدُهم إما «عن طريق يهود الجزيرة العربية، أو يهود مصر»([50]). وقد جزم بهذا الرأي المؤرخ البريطاني اليهودي آرثر كيستلر في كلامه السابق إيراده؛ وفيه أن من الأجناس الغريبة المتهودة: فلاشا الحبشة([51]).

وهو الرأي الذي تؤيده نتائج الدراسات الأنثروبولوجية؛ لما بين (الفلاشا) و (بني إسرائيل) من الفوارق الجسمية الكثيرة؛ فاليهودي الفلاشي يتميز بلونه شديد السواد، وشعره المجعد، وأنفه الأفطس الواسع المنخرين، وجبهته العريضة؛ وكلها سمات مغايرة لصفات العرق السامي المعروفة؛ لهذا «يرجع بعض علماء الأجناس البشرية أصولهم إلى أنهم من أبناء حام بن نوح»([52]).

x يهود الخزر

تاريخ الخزر وأصولهم موضوع خطير؛ لأن كشف أصولهم، وإبراز العلاقة النَّسَبِية بينهم وبين يهود اليوم يرجع تلقائيا على دعوى الصهيونية الحق الديني والتاريخي في فلسطين بالإبطال؛ فإنه إذا تقرر أن أصول الخزر غير إسرائيلية ولا سامية، بل تركية مغولية، وأن (90%) أو أكثر من يهود اليوم ينحدرون منهم نتج تلقائيا أن يهود اليوم لا حق لهم – لا بمنطق الدين ولا بمنطق التاريخ – في أرض فلسطين.

أما أصولهم، فقد تواردت أقوال «معظم الباحثين الذين تناولوا تاريخ الخزر ..على أن الخزر شعب تركي عاش في أواسط آسيا»([53]) ببلاد القوقاز على ضفاف نهر الفولجا.                                                     

وممن أكد على الأصول التركية للخزر المؤرخ دوغلاس دانلوب الذي جزم بأن «ليس هناك أدنى شك في أن الخزر هم أتراك»([54]).

وكذلك المؤرخ اليهودي آرثر كيستلر الذي قرر «أن الخزر قبيلة تركية انطلقت من السهوب الآسيوية»([55]) لتستقر في بلاد القوقاز.

وأورد كيستلر مما تضمنته "الرسائل الخزرية" المتبادلة بين اليهودي الأندلسي (حسداي ابن شبروط) وملك الخزر (يوسف بن أهرون): أن سأله ابن شبروط عن أصول الخزر؛ فأجابه الملك يوسف: «لقد عثرنا في سجلات الأسرة التي تركها آباؤنا: أنه كان لـ (تاجورما) عشرة أبناء، وأن أسماء ذريتهم هي كالآتي: أوجور – دورسر – آفار – هون – بازل – تاريناخ – خزر – زجور – بلغار – سابير ، وأننا نحن أبناء خزر؛ أي الذرية السابعة»([56]).

و(تاجورما) الجد الأول للخزر هو من سلالة يافث بن نوح – حسب التوراة – إذ نسبه فيها: (تاجورما بن جومر بن يافث بن نوح)([57]).

وعليه فاليهود الخزريون وهم أغلبية يهود اليوم كما سيأتي ليسوا ساميين، بل هم من سلالة يافث بن نوح.

وقد كانت مملكة الخزر تمثل في زمانها القوة الثالثة في العالم بعد الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية، وأنَفَةً من التبعية السياسية والدينية لأي من الدولتين «اعتنق ملك الخزر     [ الخاقان بولان] وحاشيته والطبقة العسكرية الحاكمة الديانة اليهودية»([58]) سنة 740م على الأرجح(243). فأصبحت الديانة اليهودية منذ ذلك الحين ديانة رسمية لدولة وشعب الخزر.

وأما كون يهود اليوم – في معظمهم – ينحدرون من أصول خزرية؛ فهو حقيقة تواطأت عليها «آراء .. المؤرخين الحديثين؛ سواء كانوا نمساويين أو إسرائيليين أو بولنديين؛ فقد رأى كل منهم على حدة أن غالبية اليهود العصريين ليسوا من أصل فلسطيني، بل من أصل قوقازي»([59]). فهذا آرثر كيستلر يقرر جازما أن «الدليل التاريخي .. يوضح أن غالبية اليهود الشرقيين – ومن ثم يهود العالم – هم من أصل خزري تركي، لا من أصل سامي ..و ..أن الدليل القائم على علم الأجناس يتفق مع التاريخ في دحض الاعتقاد.. بوجود جنس يهودي انحدر من قبيلة الأسفار الأولى»([60]).

وفي بيان أوضح يؤكد أن «الغالبية الكبرى من اليهود في العالم كله في الوقت الحاضر هم من أصل أرويي شرقي؛ وبالتالي لعلهم في الدرجة الأولى من أصل خزري، فإن كان الأمر كذلك؛ فهذا يعني: أن أجدادهم لم يجيئوا من الأردن، بل من نهر الفولجا، أجل لم يجيئوا من أرض كنعان بل من القوقاز .. ثم إنهم من حيث التركيب الوراثي أقرب إلى قبائل الهون: الإيجور (Uigur) والماجيار (Magyar) منهم إلى ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب»([61]).

ونسبة يهود الخزر في يهود العالم تزيد على (90%)؛ يقول دانلوب: «يشكل المنحدرون من يهود الخزر في أيامنا هذه ما ليس أقل من تسعين بالمئة من يهود العالم»([62]).

وتوصل بنيامين فريدمان في دراسة عن يهود العصر الحالي إلى «أن من يزعمون أنفسهم يهودا المتحدرين تاريخيا من سلالة الخزر يشكلون أكثر من (92%) من جميع من يسمون أنفسهم يهودا في كل مكان من العالم اليوم، والخزر الأسيويون .. لم تطأ أقدام أجدادهم قط الأرض المقدسة»([63]).

وإذا تبين أن اليهود المنحدرين من الخزر يمثلون وحدهم نسبة (92%) من يهود العصر الحالي، والنسبة المتبقية، وهي (8%) يتوزعها مع الإسرائيليين اليهودُ الأمازيغ، ويهود الفلاشا، واليهود العرب، ويهود التاميل، وغيرهم من الأجناس؛ فكم عسى أن تكون النسبة التي يمثلها بين يهود اليوم اليهودُ المنحدرون من أسباط بني إسرائيل الذين يفترض أنهم استوطنوا أرض فلسطين في وقت ما، وأنهم تلقوا وعودا إلهية بها كما يدعي كتبة أسفار التوراة اليهودية؟

خاتمة

إذا تقرر أن الأصول العرقية ليهود العصر الحالي ليست إسرائيلية، بل ولا سامية؛ وأن الإسرائيليين أقلية ضئيلة بينهم، وكانت الحقائق التاريخية والعلمية الوارد بعضها في هذه الدراسة كافية لإقناعنا بتنوع اليهود الشديد من الناحية العرقية؛ لزم أن ندرك مدى التمويه والتضليل الذي مارسته الصهيونية على عقول الناس حين ادعت أن اليهود إذ هاجروا وهُجِّروا إلى فلسطين إنما عادوا إلى أرض أجدادهم (!) ووجب أن تسقط وتبطل تلقائيا كل الدعاوى والأفكار الخاطئة المبنية على وهْم الوحدة العرقية لليهود، ووهْم انحدارهم جميعا من سلالة بني إسرائيل؛ ومن هذه الدعاوى والأفكار الخاطئة:

Eدعوى انطباق ما في العهد القديم من "الوعد الإلهي بأرض الميعاد" لبني إسرائيل، وانطباق نبوءات عودتهم إليها على يهود اليوم واحتلالهم أرض فلسطين.

فإن  الأرض المقدسة -لو صحت نصوص الوعد جدلا- إنما وعد بها الإسرائيليون – بعد أن خصتهم التوراة اليهودية به دون بقية فروع إبراهيم – وأن المتنبأ بعودتهم إليها إنما هم يهود بني إسرائيل)، ومستند ذلك: ما في نصوص الوعد كلها من ربط استحقاق الوعد بالانتماء العرقي للموعودين بالأرض؛ حيث خوطب كل من إبراهيم وإسحاق ويعقوب بعبارة (لك ولنسلك، أو لنسلك أعطي هذه الأرض).

 فكما جاء في نصوص الوعد بالأرض «قال الرب لأبرام: ..كل الأرض التي ترى لك أعطيها ولنسلك للأبد»([64])، وقال لإسحاق: «وأعطي نسلك هذه البلاد كلها»([65])، وقال ليعقوب: «ولنسلك من بعدك أعطي الأرض»([66]). وتقرر نصوص نبوءة العودة أن النبوءة تتحدث عن عودة بني إسرائيل؛ ففي نبوءة طوبيا في هذا الشأن: «جميع بني إسرائيل الذين ينالون الخلاص في تلك الأيام، يجتمعون ويأتون إلى أورشليم ويسكنون للأبد في أرض إبراهيم»([67]).

وفي نبوءة حزقيال: «أرد أسرى يعقوب وأرحم جميع بيت إسرائيل ... حين أعيدهم من بين الشعوب»([68]).

فهذه النصوص صريحة بما لا احتمال معه للتأويل في أن من شروط استحقاق الأرض أن يكون المدعي من "نسل" الموعودين بها، وأنه لا حق فيها للمنحدرين من غير نسلهم، وأن المتنبأ بعودتهم إليها إنما هم يهود بني إسرائيل.

وإذا تقرر أن يهود العصر الحالي ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل؛ فإن الوعد بالأرض ونبوءة العودة إليها لا ينطبقان عليهم؛ فلا حق لهم - من ثم – في أرض فلسطين، وهذا يقضي أيضا على دعوى الحق التاريخي، المستندة إلى أن بني إسرائيل قد استوطنوا أرض فلسطين فترة من التاريخ؛ فإنه لو صح هذا سندا لمطالبة أحفادهم بفلسطين، فإن يهود اليوم ليسوا من أحفاد من استوطنها قديما من بني إسرائيل.

 وهذه النتيجة هي التي أكدها اللورد موين سكرتير الدولة البريطانية، يوم 9 يونيو 1942، حين أعلن «أن اليهود الحاليين ليسوا هم أحفاد اليهود القدماء، ومن ثم فلا تحق لهم المطالبة الشرعية بالأرض المقدسة»([69])، ونظرا لخطورة هذا الاستنتاج، كان ثمنه حياة (اللورد موين)، فقد اغتيل بالقاهرة، يوم 6 نونبر 1944، على يد عنصرين صهيونيين من أعضاء جماعة (شترن) التابعة لإسحاق شامير؛ اللذين كشفت صحيفة (إيفنج ستار) في أوكلاند، أنهما دفنا بعد موتهما عند نصب "الأبطال" في القدس([70]).  

Eالخلط بين معاداة اليهود ودولة "إسرائيل" وبين ما يسمى (معاداة السامية)؛ إذ أصول الخزر الذين هم أجداد أكثر من (90%) من يهود اليوم ليست سامية، بل ترجع أصولهم كما تقدم إلى يافث بن نوح؛ هذا مع أن عبارة (معاداة السامية) بما توحي به من سمو العرق السامي وتفوقه على بقية الأعراق، عنصرية كريهة ينبغي أن تسقط أخلاقيا بصرف النظر عن هذه الحقيقة العلمية.

وإن المرء ليعجب من قبول الضمير الغربي لهذه النزعة العنصرية من الصهيونية وهو الذي قاوم النازية والفاشية، ورحب بسقوط نظام (الأبارتايد) في جنوب إفريقيا؛ على أن نسبة يهود اليوم إلى السامية محض خرافة.

Eما قد شاع من الخلط بين الديانة (اليهودية) والسلالة (الإسرائيلية)، حتى غدا الانتماء الديني لليهودية يعني تلقائيا عند كثير من الناس الانتماء العرقي لبني إسرائيل، وإن تعجب فعجب أمر مارتن لوثر كيف يحكي أن نفرا من اليهود أتوه وحاولوا تهويده كما مر ثم يعترف مع ذلك لليهود بما يدعونه من الانتساب لبني إسرائيل، وأنه «ليس بإمكان أحد أن يسلب اليهود فخرهم.. بالأصل، وادعاء أنهم تحدروا من إسرائيل»([71])، وأن فلسطين من ثم هي أرض آبائهم التي ينبغي أن يعودوا إليها([72])، دون أن ينتبه إلى ما يعنيه حرص اليهود على التبشير باليهودية من أن كثيرا من اليهود قد يكونون من أجناس مختلفة عن السلالة الإسرائيلية، تحولوا إلى اليهودية بفعل التبشير.

Eما استقر في بعض الأذهان ويتردد على ألسنة بعض أصحابها من أن العرب واليهود أبناء عمومة (!!)؛ كما قال فيصل بن الحسين الهاشمي (ملك العراق سابقا) وهو يخاطب القاضي اليهودي الأمريكي (فليكس فرانكفورتر) سنة 1919م: «إن العرب واليهود أبناء عم من الناحية العنصرية»([73]).

 وأعلن الملك فيصل السعودي أثناء زيارة له للولايات المتحدة أنه لا يكن شيئا ضد اليهود، معللا بالقول: «لأننا أبناء عمومة في الدم»([74]). 

ومؤخرا قال فتحي بن خليفة رئيس الكونجريس العالمي الأمازيغي في برنامج (نقطة نظام) الذي تبثه قناة العربية (حلقة: 17 أبريل 2012) جواباً عن سؤال حول اتهام الأمازيغ بحميمية العلاقة مع إسرائيل، وهل هم معنيون بالقضية الفلسطينية؟ قال: «أتمنى أن يوفق إخوتنا العرب في حل مشكلتهم مع أبناء عمومتهم التاريخيين».

فأي عمومة بين يهود الخزر، والفلاشا، والأمازيغ، ويهود كاي فنج الصينيين؛ - وهم الأغلبية الكبرى - كما تقرر - من يهود العصر الحالي- وبين العرب؟؟؟

  E تكلف بعض الباحثين والمفسرين المعاصرين تفسير (الإفسادين) في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)([75])؛ بأن (الإفساد الأول) قد مضى، وأن «مرة الإفساد الثانية هي التي نعيشها اليوم؛ حيث ردت الكرة لبني إسرائيل على المسلمين»([76])، و«هذا الإفساد يتمثل في كيانهم الذي أقاموه في فلسطين، وفي تحكمهم  وسلطانهم وعلوهم وتجبرهم الذي يبدو أوضح ما يكون في هذه الأيام»([77])، وإنما أقدموا على هذا التأويل، تمهيدا للقول بأن قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)([78]) تنبؤ قرآني بنهاية إسرائيل.                                                                                 

   وهذا خطأ؛ لأن الكلام في الآية إنما هو عن بني إسرائيل (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ)، وقد تقرر أن المحتلين لفلسطين من اليهود وغيرهم من يهود العصر الحالي ليسوا من سلالة بني إسرائيل كما توهم من فسر النص بما ذكر؛ والصحيح ما قال به عامة المفسرين من أن الإفسادين معا قد مضيا، على خلاف بينهم في المراد بكل منهما.

 

 

 

 

 

 

 

 

                                      



[1] خرافات عن الأجناس، ص: 54، عن: محمد أحمد محمود حسن، "اليهودية التبشيرية في الكتب المقدسة"، ط. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة (1998)، ص: 52.

[2] آرثر كيستلر، "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ترجمة: أحمد نجيب هاشم، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة ألف كتاب، (1991م)، ص: 180.

[3]  تاريخ الشعب اليهودي، ص: 7، عن: مهندس أحمد عبد الوهاب، "فلسطين بين الحقائق والأباطيل"، ط. مطبعة الاستقلال الكبرى، الطبعة.1 (1392هـ/1972م)، ص: 48.

[4]  كامل سعفان، "اليهود من سراديب الجيتو إلى مقاصر الفاتيكان"، ط. دار الفضيلة (دون تاريخ)، ص: 271.

[5]  اليهود أنثروبولوجيا، تقديم عبد الوهاب المسيري، سلسلة تصدر عن دار الهلال القاهرة، العدد (542)، فبراير 1996، ص: 141-142.

[6]  نفسه، ص: 123.

[7]  نفسه، ص: 146.

[8]  نفسه، ص: 142.

[9] في سفر التكوين: 41/45: «وسمى فرعون يوسف(صُفْنَة فَغْنِئَح) وزوجه أسنات بنت فوطيفار كاهن أون».

 [10] جاء في سفر التكوين: 38 /2-3 «ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع فأخذها ودخل عليها، فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا».

[11]  كما في سفر الخروج: 2/21-22: «فقبل موسى أن يقيم عند الرجل [كاهن مدين كما يصفونه] فزوجه صفورة ابنته»، وقد ذكر القرآن أن موسى تزوج بنت شيخ مدين إذ فر إليها من ظلم فرعون في قوله تعالى: (*gB]ZX æ™ù²ZöF;`A .q–öF`t£A bu%&A \†öӏø„ZöFÖ ¬\qö÷;`A d™]ôEö]óEö÷YöFQ]A Pvö÷–Eö]ôEö#<ÓŒ ëê™]iÓn u%&A —çZöFÓsöbѐB]‡F æ™ùóEö#<Ӂ]ö˜F åÀÑŽÓяø) القصص: 27.

[12]  جاء في سفر العدد: 12/1: «وتكلمت مريم وهرون في موسى بسبب المرأة الحبشية التي تزوجها؛ لأنه كان قد اتخذ امرأة حبشية».

[13]  ففي سفر الملوك الأول: 3/1: «وصاهر سليمان فرعون ملك مصر وأخذ بنت فرعون»، وفي السفر نفسه: 11/1: «وأحب الملك سليمان نساء غريبات كثيرة مع بنت فرعون؛ موآبيات وعمونيات وآدوميات وصيدونيات وحثيات».

[14]  سفر التثنية: 7/1-3.

[15] عبد الوهاب المسيري، "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، ط. دار الشروق، القاهرةأ الطبعة.1، (1999): 5/240.

[16]  سفر القضاة: 3/5-6.

[17]  سفر عزرا: 9/2.               

[18] عبد الوهاب المسيري، "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية": 2/88.

[19] روجي جارودي، "فلسطين أرض الرسالات السماوية"، ترجمة قصي أتاسي، وميشيل واكيم، ط. دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق (1991)، ص: 173.

[20] عبد الوهاب المسيري، "موسوعة اليهو واليهودية واتلصهيونية الموجزة"، ط. دار الشروق، القاهرة، الطبعة.6, (2010): 1/66.

[21] - 2/213.

[22] هذا لا يعني أن اليهود يستبيحون مصاهرة غير الإسرائيليين من ذرية إبراهيم؛ لأن الرجل يقصد أن المرأة ليست إسرائيلية؛ لاعتقاد اليهود أن الإسرائيليين وحدهم نسل إبراهيم؛ وذلك أن الله -كما كتبوا في توراتهم- قال لإبراهيم: «بإسحاق يكون لك نسل» [سفر التكوين:21/12]، ولأن إسحاق -بزعمهم -إنما بارك إسرائيل دون عيسو؛ فانفرد الإسرائيليون دون بقية فروع إبراهيم بالانتساب إلى السلالة الإبراهيمية.

[23]  آرثر كيستلر، "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ترجمة: أحمد نجيب هاشم، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة ألف كتاب (1991م)،  ص:187.

[24] هاينريش جرايتز، "تاريخ اليهود": 3/40-41، عن آرثر كيستلر، "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ص:187-188.

[25]  وجيه أبو ذكرى، "حاخام اليهود"، مجلة آخر ساعة المصرية، عدد: 14/4/1965م، عن محمد أحمد محمود حسن "اليهودية التبشيرية في الكتب المقدسة"، ط. مكتبة النهضة المصرية، نشر مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع، القاهرة (1998). ص: 54.

[26] سفر أستير: 8/15-17

[27] شلومو ساند، "اختراع الشعب اليهودي"، ترجمة سعيد عياش، ط. مكتبة الأهلية، عمان- الأردن، والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، رام الله، (2011)، ص: 202.

[28] نفسه، ص: 227.

[29] قال المشرفون على طبع الكتاب "المقدس" في تعليقهم على هذا النص، 2/100، هامش: 9: «(الدخيل) من كان وثنيا فاهتدى إلى الدين اليهودي».

[30]  إنجيل متى: 23/15.

[31]  سورة النازعات: 18-19.

[32]  سورة طه: 70.

[33]  سورة البقرة: 120.

[34]  سورة البقرة: 135.

[35]  "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ص: 185.

[36]  مادة (Judaism)، مجلد 13، ص: 165.

[37] مارتن لوثر، "اليهود وأكاذيبهم"، ترجمة محمود النجيري، ط. مكتبة النافذة، الجيزة، الطبعة.1، ص: 95.

[38] نفسه، ص: 99.

[39] اختراع الشعب اليهودي، ص: 202-203.

[40] عبد الرحمن بشير، "اليهود في المغرب العربي"، ط. مؤسسة عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، الطبعة.1، مصر (2001)، ص: 59.

[41] تاريخ ابن خلدون: 4/12، و 6/107.

[42] الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، ص: 31.

[43]  عبد الرحمن بشير، "اليهود في المغرب العربي"، ص: 62-67.

[44] عطا علي محمد رية، "اليهود في بلاد المغرب الأقصى في عهد المرينيين والوطاسيين"، ط. دار الكلمة، الطبعة.1، دمشق (1999)، ص: 25.

[45]  اعتمدت في التعريف بالقبائل الأمازيغية المذكورة – إضافة إلى المرجعين أعلاه اللذين عرفا ببعضها – على تاريخ ابن خلدون والاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري، وكتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفااق" للإدريسي.

[46] أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي، "كتاب التاريخ"، ط. ليدن، (1883م): 1/228.

[47] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في الأسير يكره على الإسلام، رقم (2682)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود، رقم (2682).

[48] "تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام"، ط. مطبعة الاعتماد، مصر (1345هـ/1927)، ص: 35.  

[49]  محمد جلاء إدريس، "يهود الفلاشا: أصولهم ومعتقداتهم"، ط. مكتبة مدبولي، القاهرة (1993)، ص: 33.

[50]  صلاح عبد اللطيف، "الفلاشا: الخيانة والمحاكمة"، ط. مكتبة مدبولي، الطبعة.1، القاهرة (1986)، ص: 21.

[51]  "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ص: 185.

[52]  صلاح عبد اللطيف، "الفلاشا: الخيانة والمحاكمة"، ص: 21.

 أذاعت قناة الجزيرة في نشرة منتصف اليوم، ليوم الخميس 12 دجنبر 2013 خبرا يفيد أن فريقا طبيا "إسرائيليا" رفض قبول تبرع (تامبو شَتَّا) - وهي امرأة "إسرائيلية" عضو في الكنيست من أصل إثيوبي- بالدم، بدعوى أن الدم الإثيوبي مغاير للدم اليهودي، مع أن المبرر الوحيد لوجود أي يهودي على أرض فلسطين هو دعوى انحداره من السلالة الإسرائيلية.

[53]  محمد عبد الشافي، "مملكة الخزر اليهودية، وعلاقتها بالبزنطيين والمسلمين في العصور الوسطى"، ط. دار الوفاء، الإسكندرية (2002)، ص: 37.

[54]  دوغلاس مورتن دانلوب، "تاريخ يهود الخزر"، ترجمة وتقديم: سهيل زكار، ط. دار إحسان، الطبعة.2، دمشق (1410هـ/1990م)، ص: 61.

[55] "القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم"، ص: 29.

[56] القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم، ص: 74-75.

[57] سفر التكوين: 10/1-3.

[58]  كيستلر "القبيلة الثالثة عشرة"، ص: 23.

[59] دانلوب؛ "تاريخ يهود الخزر"، ص: 177.

[60]  "القبيلة الثالثة عشرة"، ص: 196.

[61]  نفسه، ص: 24-25.

[62] "تاريخ يهود الخزر"، ص: 60.

[63]  بنيامين فريدمان، "يهود اليوم ليسوا يهودا"، إعداد زهدي الفاتح، ط. دار النفائس، الطبعة.3، بيروت (1408هـ/1988م)، ص:44-45.

[64]  سفر التكوين: 13/14-16.

[65]  سفر التكوين: 26/4.

[66]  سفر التكوين: 35/12.

[67] سفر طوبيا: 14/4.

[68] سفر حزقيال: 39/23.

[69]  روجي جارودي، "محاكمة الصهيونية"، ترجمة عادل المعلم، ط. دار الشروق، القاهرة، الطبعة.4 (1422هـ/2002)، ص: 96.

[70]  نفسه.

[71] اليهود وأكاذيبهم، ص: 68.

[72] نفسه، ص: 113.

[73]  جمال حمدان، "اليهود أنثروبولوجيا"، ص: 45.

[74]  نفسه، ص: 46.

[75]  سورة الإسراء: 4.

[76]  الدكتور محمد هلال، "الإسراء وإسرائيل"، ط. دار البشير، الطبعة.1، عمان (1417هـ/1997م)، ص: 34.

[77]  الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، "الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير"، ط. دار القلم، الطبعة.1، دمشق (1419هـ/1998م)، ص: 341.

[78] سورة الإسراء: 7.

 

 

تعليقات

التنقل السريع